من يسرق المحصول؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حلمت ذات ليلة سيدي صاحب البساتين السبعة حفظه الله ورعاه يقول لي : لقد منحني الله عز وجل مزرعة كبيرة،  وقد قسمتها الى سبعة جنائن،
وزرعت في كل حديقة بذرة خير وحرصت على سقي الزرع بواسطة المزارعين الأفاضل يومياً وتنظيف الارض من الشوائب والأعشاب الضارة وغيرها مما يُعيق تقدم زرعي ويقلل من محصولي في آخر العام

ورغم ما فعلت،  أرى بأن الزرع لا يعجبني كثيراً ولا أعلم ماذا أفعل لأرى زرعاً بهياً اُضاهي به البساتين الاخـرى .! فاذهب يا أبو السيوف وألق ِ نظرة على البساتين لعلك تلقي لهذا الزرع العذر،  أو قم بجثه من باطن الأرض وأمرهم بزرع غيره .

تجولت بين البساتين السبع ورأيت العجب العجاب .!! رأيت شجرة المشمش تثُمر باذنجان ، وبصلاً يخرج من الارض تفاحاً اخضـر ، واستغربت كثيراً لهذه التحولات الفيزيائية في المزرعة ، واتضح لي بأن المزارعين الأفاضل لا يديرون عملهم على أكمل وجه .!

فالمزارع يأتي بأخيه وابن عمه ليعملا معه في نفس المزرعة،  وابن العم يتعالى على جميع العُمال،  فرئيس المزارعين هنا ابن العم .! لا احد يستطيع ردعه وعندما لا يجد أحداً ليتعالى عليه .. يتعالى على نفسه ونراه أول من ينتظر تاريخ 1/من كل شهـر .!!

هذه هول الحال في المزرعة وللأمانة ليس الجميع , بعض المزارعين هم من يستحقون  الاجتثاث من باطن الارض والبعض نرفع له القبعة تحية وإجلال

عُدت إلى سيدي لأخبره عن الأمر وقبل دخولي الى مقام حضرته , سمعت صوتاً ينادي من غمدي , يقول : أخرجني !  واذهب بي إلى هؤلاء المزارعين ولا تعُد إلى سيدي إلا وأنت واقفٌ على روؤسهم

ذهبت إلى أحدهم ورميت به الأرض ورفعت سيفي لأدق عنقه فصرخ .! ارجوك لا تفعل سأدفع لك 20.000.000 برتقاله وأعتقني .! فقلت له من أين لك هذا البرتقال .!

فقال:  من البستان فأنا الامر الناهي هنا .!!

فقلت والله لأقطع رأسه وأن منحني مليار حبة برتقال  + مليار حبة كيوي ، فقطعت رأسه وذهبت الى الآخر وطرحته ارضاً

رفعت ُ سيفي وهو صامت يناظرني بعين اليأس فقلت له هل أنت خائف؟ فقال لي سئمت الحياة، أقتلني فانا لا أستحق العيش .!

قلت له لماذا ؟ وماذا فعلت؟؟

فقال: لقد أمرتهم بغض النظر عن استقدام العمالة الأجنبية الى المزرعة والآن وبعد تجاوز عدد العمالة الملايين لم أعد قادرا ً على إخراجهم ، فالموت أرحم من مشاهدة أحد العمال يشتري من المزارع المجاورة الفدادين ويزرعها ويطالب بملكيتها قانونياً .!!

فغمدت سيفي فيه و رفض سيفي الخروج من بين أحشائه وهو يقول دعني أمزق احشاءه دعني بحق كل من عاش محروماً من خضروات البلاد بسببه

استيقظت من نومي وأنا أقتل من أرى فلم أجد إلا قلة قليلة أثناء نومي لم تفعل الفاحشة والمنكر في هذه المزرعة\

حمداً لله لانه حلم.. !!!!

تعليقان على ”من يسرق المحصول؟

  1. متصفح UNITED ARAB EMIRATES Blackberry قال:

    لقد أصبتهم في مقتل يا أخي سياف

    بارك الله فيك وكثر من أمثالك

  2. shereen Mozilla Firefox Windows قال:

    حتى وإن سُرق المحصول ستظل الأرض خصبه وبمقدورها إنتاج الكثير

    لإن باطنها طيب ..

    صرح مميز وأسلوب جميل وفقك الله ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *