قصة ( أخي المصون) الجزء الثامن

 

 

 

 

 

 





هل سيتعاون ناصر معنا؟ هل سيأخذ الأمر علاج ومساعدة للدولة ؟ لا اعتقد لأن ناصر لا ينوي مساعدة الدولة اطلاقاً بسبب رفض الحاقة بالكلية الجوية وسيرفض العلاج من هذه الافكار لإعتقادة بانه على حق والحكومة ليست على حق !! حتى انا لا اعلم مالذي يريده ناصر اخي ! ايضاً الجماعه موقفها غير واضح فهم يتجهون نحو الاخلال بالنظام واسقاطه , ولكن ليس بالطرق التي تعلمناها وعرفناها ! يشترون الاسلحة والذخائر ولكن لماذا !! يدربون عناصرهم على المتفجرات والاحزمة الناسفه ولكن لماذا !! اسئلة صعبه لم يجب عليها المتهمون لعدة اسباب :-

اولاً: هؤلاء لديهم ولاء اعمى بتجاه قياداتهم فهم لا يسألون كثيراً لماذا

ثانياً :القيادات الموجوده هنا مجرد ستار ياخذون تعليماتهم من قيادات اخرى



سيقول احدنا هل هذا معقول؟ وان كان معقول هل سيأتي احد من خارج الدولة ليحكمنا ؟ ان اسقطوا هؤلاء النظام في الدولة ؟؟ بالطبع لا, ولكن عندما تسقط الحكومات واحدة تلوا الاخر بسبب هذه الجماعة ويسيطر اشخاص من نفس الجماعة على النظام في كل دولة تسقط بسبب جماعتهم فيها ستكون هذه القيادات في جميع دول العالم تحت امرت القيادة الام ! ومالحاكم الذي سيضعونه الا واحداً منهم وتحت امرتهم !! 



لن يحصل بأذن الله , وماهذا الا حلم يحلم به اعداء هذه الارض , ويفسر هؤلاء الاشخاص حلم الاعداء على حساب شعبنا وحكومتنا وقيادتنا الرشيده , وفي الغالب هو حلم شيطاني وعلاج النفث على الكتف الايسـر ثلاث مرات 



ناصر , الان هو كل تفكيري , ثم والدتي التي سهرت ليال عدة تبكي كل ما تذكرته , فكم هو رأس مالها ! ناصر وعمر وفاطمه فقط , ناصر هذا هو حاله وفاطمة سيأتي يوما! باذن الله ستذهب الى بيت زوجها فمن تبقى لها ؟ عمر؟ هاهو عمر الذي لا يبات في بيته ليلتان متواصلتان ! فانا لا ألومها اطلاقا!. ان بكت او غضبت وفعلت اي شيء , ولا استغرب تسترها على ناصر ان علمت بمجيء القوات لاعتقاله ولكن لن اورطها في هذا الامر اطلاقا وستكون الخطه كالتالي :-

ناصر أخي يصلي في المسجد المجاور لمنزلنا , ساترك سيارة الاعتقال بجوار مدخل الشارع الذي يمر منه ناصر بعد عودته من الصلاة , ستجبره العناصر على الصعود في المركبه المخصصه للاعتقال , ثم ستتوجه المركبه الى المقر ( ب) وهناك سيمضي ليلته الاولى دون ان يعلم لماذا هوهنا ومن الذي فعل

به هذا الامر , حتى اراقب ردة فعله وكيفية تصرفه عندما يعلم بأنه مقبوضاً عليه , اما انا ساتوجه الى والدتي وسأقول لها بان ناصر ذاهباً في رحلة بحرية وسيغلق هاتفه , وسأتركها اليوم والاول والثاني على هذه الامر , ثم سامهد بطريقتي الخاصه لهم الامر وسأشرح لهم كل شيء بالتفصيل وسأعدهم بان اقف بجواره الى ان نخرج جميعا من هذه الازمة .





بالفعل اتصلت بمركز الدعم ونسقت العملية مع ضابطهم وشرحت له الوضع الى ان استلموا برقية تفيد بعتقال ناصر والتنسيق يكون معي دون حضوري وكان الضابط متعاون جداً معي , ودعى ربه بان يوفق في هذا الامر دون الاضرار بناصر احتراماً لي واحتراماً للزمالة, ذهبت الى المنزل وجلست مع ناصـر ووالدي ومع والدتي وكانت الجلسه حميمه جداً وكدت الغي عملية اعتقال ناصر عندما قال :-


ناصر: والله ياعمر رغم انه عليك ملاحظات الا اني شفقان عليك اشوف ويهك تعبان من كثر الشغل
عمر: الله يسلمك ,, بس شوه الملاحظات ! 
ناصر: انته بروحك تعرف
عمر: لا ماعرف قولي
امي: بلاكم شوه صاير بينكم
ناصر: لا والله هب صاير شيء بس موقف ماعجبني فيه 
عمر: اعرف تقصد يوم تكلمنا عن الاذكياء؟
امي: شوه بعد الاذكياء؟
عمر: هههه ناصر يعرفهم مجموعه طيبه 
ناصر: هيه نعم طيبه ومافينا شيء
عمر: اهااا رسميا اعرف انك معاهم ؟
امي: ايييه شوه بلاكم مافهمت شوه تقصدون
ناصر: ماشيء امي ولا تقعدين تسالين ترى بنش 
ابوي: ناصر بلاك ابويه محد يروم يرمسك ! الا وقلت بنش عنكم
فاطمه: من رخصتكم بسير داخل
ابوي: حتى انا بنش صبري عشان تعطيني الدواء فطوم
فاطمه:: ان شاء الله ابويه
امي: وانا شوه اقعد اسوي !! بنش بعد احيدني عاجنه حنه بسير اشوفها
عمر: حشى كلكم شردتوا هههه 




ذهب والدي ووالدتي وذهبت فاطمة وجلسنا انا وناصر بمفردنا , فقلت فرصه اعاتبه على فتح موضوع كهذا , فإكتشفت ان ابي تحدث معاه كثيرا عن الولاء وحب الوطن فتخيل له باني اشتكيت لوالدي عنه , وانا لم افعل, وما اراده ابي هو تحسين النظرية السوادء التي يتبعها ناصر بسبب الكلية الجويه والرفض



عمر: شوه مستوي ناصر؟ ليش جيه تقول جدام الشواب 
ناصر: عمر صح انك اخوي الصغير والعطف على الصغير من شيم المسلمين ولكن هذا مايعني انك تدير شؤوني وتدخل في امري
عمر: انا؟ شوه سويت
ناصر: ليش تتكلم مع ابوي بخصوص عضويتي في المنظمه وتحط في راسه انه المنظمه عدوه للدولة!
عمر: اولا انا والله ماتكلمت عنك ولا تكلمت عن المنظمه ولا ادري اصلا ليش ابوي يكلمك او كلمك 
ناصر: عيل شوه مناسبتها المحاضرة اللي يفتحها لي يوميا عن الولاء وحب الوطن ؟
عمر: ابوي ماخذ فكره عنك انك كاره الدولة بسبب الكليه بس هي هذي كل المسالة
عمر: بعدين المفروض انته ماتنتظر حد يعلمك حب الوطن والولاء لولي الامر
ناصر: وانتوا منوه جاذب عليكم وقالكم انه مافيني ولاء للدولة ولولي الامر؟
عمر: انتماءك للمنظمه يا ناصر غلط المنظمه تسعى لتدمير نظام دول ومؤسسات حكومة عن طريق جمعيات تنشأها بمسميات مختلفه
ناصر: هههه منوه اللي يقولكم هذا الكلام 
عمر: ( للاسف ماقدر اقوله عن التقارير والاعترافات)
عمر: الناس كلها تتكلم
ناصر : ومن متى الناس تقيم عمل المخلصين … ياااااااعمي طنش هالكلام
ناصر: بعدين انا مارضى على دولتي الاهانه ولا ارضى بحاكم غير حكامي
عمر: طيب ليش ماتتكلم مع الناس اللي في المنظمه وتقول لهم هالكلام
ناصر: نحن نريد اصلاح في الدستور ومحاسبة كم مسؤول من الدولة 
عمر: مثل منوه ؟ 
ناصر: عندك مثلا وزير (…..) هذا نريدهم يقيلونه 
عمر: طيب اعتبرهم اقالوا الوزير منوه بيكون بداله؟
ناصر: فيه كفاءات موجوده عندنا ناس بنزكيهم 
عمر: ههههه انته ماتعرف انه سيدي صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء عنده اليه خاصه في انتقاء الوزراء ! الكفاءة السمعه العمل الانجاز هذي كلها امور يتم مراعاتها قبل الاختيار ! والخطأ عند الوزير يسوى الف , لذلك الحكومة الحمدلله تمشي في ازدهار مستمر 
ناصر: ياريال اي ازدهار , انزين والدستور؟ ما يصلحونه
عمر: شوه فيه الدستور ؟ اشوف مافيه شيء 
ناصر: لازم يكون ديمقراطي يعطينا الحق في انشاء جمعيات ديمقراطيه تتكلم باسم الشعب 
عمر: الله اكبر !! باسم الشعب مره وحده ؟ ومنوه يقولك انه شعبنا محتاج حد يتكلم عنه ؟؟؟ افتح الراديو الصبح وشوف البرامج المباشره وشوف كلام المواطنين يتكلمون عن انفسهم هب محتاجين حد يتكلم عنهم
ناصر: لا نريد ديمقراطيه 
عمر: شوه نوع الديمقراطيه ؟ سياسيه والا اجتماعيه ؟؟ 
ناصر: لا سياسيه طبعا
عمر: عيل الدول المتقدمه تطور الديمقراطيه الاجتماعيه اكثر من السياسيه وهذا العدل
عمر: ودولتنا ولله الحمد تعتبر من الدول الاولى في توزيع المستحقات بالتساوي وكفل حق كل شخص واللي يبى ديمقراطيه سياسيه هذا نوايها بعيده عن الشعب ولا تهمه مصلحة الشعب وعلى فكره ترى نسمع الانتقادات اللي يتكلمون عنها بعض اللي محسوبين على الدولة بالثقافه يقولون مايبون بيع خمور وحفلات صاخبه ووالخ .. طيب الحفلات تعتبر من الديمقراطيه والدولة تكفل لكل شخص حرية تصرفه بما انه مايمس القانون ويضر الناس !! وفي نفس الوقت يشددون على الديمقراطيه بس من نوع ثاني يبون حرية راي رغم انه حرية الرأي مكفوله وفرق بين الاقلام الماجورة تكتب باسم حرية الرأي وفرق الأقلام اللي تكتب بحرية رأي .. يا ناصر اسمعني والله هذيلا دمار
ناصر: اصارحك ؟ 
عمر: صارحني , ( ناصر) 4 سنين قضيتهن في الكليه خربن مخك
عمر: ناصر وانت السنين اللي قعدتها في امريكا وفرنسا ضيعتك نهائياً
عمر: اسمح لي بترخص
ناصر : احتتترم وجودي يوم اكلمك
عمر: اسمح لي اللي مايحترم دولتي ووزراءها ومسئولينها مالي قعده معاه

نهضت غاضب عليه واثناء سيري كنت اسمعه يقول ( هذي حريتي الشخصيه ماحد يقدر يسلبها مني فاهم والا لا) ولم اعر له اي اهتمام خرجت من المجلس متجه الى غرفتي فوجدت فاطمه وكانها تود البكاء ( شيء فيج فطوم؟) ( لا اخويه مافيني شي) لم يكن لدي متسع من الوقت لاجلس معها تركتها واحترمت رغبتها في عدم الافصاح عن مافيها .





لم اكن ارغب بالقبض على اخي ناصر في هذا الوقت حتى لا يسمعه المحققون وهو يقول ما قاله لي , ولولا علمي بان العملية لا تلغى الا في حالات قاهره لطالبت بالغاءها , ولكن وقع الفأس في الرأس والان بعد ان سمعت ما يكنه ناصر لدولتي لا يمهني ماهو مصيره 



حدن لخوه مسند وعصا … وحدن لخوه موذي وعاصي
وانا اخـــوي قلـــبه قـــسا … واصبح على الحق قاســــي
مركبه على شط الخطا رسى … والخطا على مركبه راسي
ياعسى الله يهديه ياعــسى … ويفكـــه من شر هالناســـي





طلبت من مركز الدعم والاسناد بان يزودني عناصرهم بمكروفون لاسلكي + سماعة حتى اسمع مايدور بين ناصر وبينهم اثناء الاعتقال , فكان لي ما طلبت وعند انسدال الضوء عن شفق المغيب كان قلبي يؤلمني كثيـراً , تخيلت الموقف ومالذي سيجري مع اخي ناصر , تعوذت من الشيطان وصليت مع المصلين وطلبت الله بان يُيسر امر اخي ويوفقه لما هو فيه خير واصلاح , وبعد انتهائي من الصلاة شعرت بشيء غريب وكانه يهمس لي ويقول :-



( يعني ياعمر قلبك ماعورك على الباقين يوم يعتقلونهم ! والا عيال الناس عادي واخوك لا ؟ ترى الكل غلطان ويمكن غلط اخوك اكبر لانه يعمل مع الرؤوس المدبره)

فاجبت عن نفسي لنفسي , نعم ولكن العاطفه هنا تغلبني ومصير اخي هو مصيري الا ان الحق هو الحق والان ليس وقت العواطف الان وقت القانون والضمير وما يمليه الضمير ,!



جرت الخطه بنفس مارسمت تماماَ وكنت واقفاً بعيد استمع من خلال الميكروفون المثبت في بزة احد العناصر ما يدور :-



العنصر: ايوووا خلك قريب من هذي النقطه الهدف بيمر بعد شويه
العنصر2: اوقف هنيه ؟ 
العنصر3: ياجماعه …انقطع كلامه لان القيادة تنادي عليهم فسكتوا كلهم
القيادة : نجم المساء كيف تسمعني اجب
نجم المساء: اسمعك بوضح .. 
القيادة: يعطيكم العافيه , يرجى استلام الخطه وتنفيذها بنجاح , بعد قليل سيتم تمرير الخطه عن طريق الراديو يرجى الانتباه
نجم المساء: استلمت , ونحن على اهبة الاستعداد
العنصر3: سبحان الله توني كنت بقولكم ياجماعه الخطه كيف 
العنصر1: والله مادري بس نحن القائد قالنا اختطفوه بدون شوشره 
القيادة: من لهيب الى نجم المساء كيف تسمعني اجب
نجم المساء: اسمعك بوضوح ارسل
لهيب: الهدف موجود في المسجد بعد خروجه ووصوله لنقطة الاحداثيه 36.3 شرق 59 شمال على خريطة الفالكون يتم القبض عليه بسرعة الضوء واعتقاله دون تاخير 
لهيب: هل استلمت نجم المساء؟
نجم: نعم استلمت استلمت بس ياسيدي اذا ابدا الهدف اي مقاومة كيف التعامل معاه
لهيب: لاتعطونه فرصه يقاوم 
لهيب: انتهى
نجم المساء: استلمت علم وعلى بركة الله انتهى
العنصر2: بنفذ الخطه اف ان 44 عشان مايقاوم
العنصر3: شيء فليت عندك؟
العنصر2: هيه شيء موجود في الحقيبة 

كانت الخطه اف ان 44 عبارة عن بخاخ يتم بخه في وجه الهدف والعنصر الاخر يقوم بسحبه بقوة الى داخل المركبه وغالبا مايكون البخاخ مادة تجعل الشخص مذعور لا يستطيع المقاومة يذهب تفكيره في ازاحة الغمامه التي حلت على عيناه وبعد رشه بماء دفاء يزول مفعول البخاخ ..



سقطت دمعتي !! فمسحتها سريعاً حتى لا تؤثر على عاطفتي تلك الدمعه اللعينه , الا ان ذكريات ناصر الجميلة صعب جداً تمحى بسهوله !

سمعت أذان العشاء فذهبت خلف سيارتي وأقمت الصلاة ثم صليت وطلبت من الله ان يستر على اخي وان يهديه ويصلحه 

انتهت المساجد من الصلاة ولم يخرج اخي من المسجد , والعناصر في انتظاره وانا اسمع حديثهم كاملاً ومايدور معهم في المركبه وفجأة سمعت



العنصر1: من نجم المساء الى لهيب كيف تسمعني اجب
لهيب: حول اسمعك بوضوح
العنصر1: الهدف يتحرك بتجاهي بمسافة 200 متر
لهيب: اعطيكم الاذن بعتقاله حسب الخطه المستلمه سابقاً
العنصر1: استملت وعلى بركة الله





كانت العناصر جاهزه , وكان حديثهم منظم مع بعض وخطتهم يعملون عليها باحكام وبدراسه عليه , وعند وصول ناصر بقرب المركبه تم تنفيذ الخطه



ناصر: اااااه شوه هذا ااااااه
احد العناصر: انت الحين مش حر انت الحين عندنا
عنصر اخر: لاترشونه بالماي صبروا خلونا نطلع
عنصر: ها ناصر شخبارك
ناصر: ااااااانتوا منووووووووه كيف ركبتوني السيارة بهالطريقة



بحثت عن جهاز راديوا في سيارتي لكي ارسل لنجم المساء ولكن للاسف كانت البطارية فارغه من الجهاز , انطلقت مسرعاً نحو المقر الذي سيبيت فيه ناصر , وعند الوصول تراجعت وتذكرت الخطه, ايضا تذكرت النداء الذي حدثني بعد صلاة المغرب ! تذكرت المنديل الذي مسحت به دمعتي فعدت الى المنزل لاجد والدتي ووالدي ينتظرون عودة ناصر من المسجد فقلت لهم بان ناصر وجد احد زملائه القدامى واقسم عليه بان يذهب معه لرحلة بحرية , استغرب والدي ووالدتي من الامر الا اني اقنعتهم بكل الطريق, ورغم السكوت عن السؤال الا ان والدتي مازالت تشك في الامر ومازالت تنتظر عودته !



امي يابعد كل هالبشـر نامي … ناصر في حفظ الله ماهو براد
ربع ناصر يريدون قلب النظامي … وانا يا امي اعلنت عليهم الجهاد




توجهت الى غرفتي واجريت بعض الاتصالات بمقري ( رياح الشرق) كي اطمئن على سير العمل ثم اتصلت بالمقر الذي اقتاد اليه ناصر وكان ناصر مزعج جداً ويعلم بانه معتقل وتوعد بان يرفع على معتقليه قضيه عندما رفضوا منحه امر القبض من النيابه العامه, نعم لم يكن هناك امر قبض ولكن الامر سيكون جاهزاً في غضون دقائق, نحن لا نعتمد على امر القبض من النيابه العامه , نعلم النيابه بطلبنا ونذهب وترسل لنا النيابه لاحقا امر القبض حتى لا نتاخر في العمل .



جلست اقرأ قرآن في غرفتي , واثناء القراءة سمعت احد يطرق الباب , وضعت المصحف الشريف على جنب ونهضت لارى من الطارق , فكانت اختي فاطمة , 



انا: هلا فطوم امري
فاطمه: اسفه شكلك تبى ترقد 
انا: لالا عادي كنت اقرأ قرآن
فاطمه: لا خلاص عيل كمل قراية
انا: لا عادي خلاص بقرأ بعدين قولي شوه في خاطرج
فاطمه: لا ماشي خلاص 
انا: على فكره انا شفت الضحى في ويهج كلام وايد تكلمي
فاطمه: ( تبكي)
انا: بلاج ياختيه شوه فيج .. تعالي دخلي
فاطمه: لا بروح 
انا: ومنوه بيخليج تروحين .. تعالي دخلي

دخلت فاطمه الغرفه وعلمت بأن هناك شيء يثقل صدرها تود اخراجه , فذهبت الى ثلاجتي الصغيره في الغرفه وجلبت لها ( فيتامين سي) فهي تحبه كثيراً


انا: دوج تفضلي 
فاطمه: مشكور مابغي 
انا: ياله خذي عاد .. طالعي بااااااااارد معرق من البروده ههههه
فاطمه: ههه مشكور ( خذت الغرشه)
انا: ها قولي الحينه شوه في خاطرج؟
فاطمه: انا سمعت كلامكم انت واخوي ناصر , صدق ناصر جيه؟
انا: لا طبعا بس شوه سمعتي؟
فاطمه: سمعت كل شيء وسمعت كلامه يوم يريد يحاسب المسئولين وكان قبل يقول لامي مانبى مسئولين من الاسره الحاكمه في الحكومة
انا: ههههه ناصر خبره نحن بدون الاسره الحاكمه ولا نسوى شيء بس الله يهديه
انا: فطوم حبيبتي انتي حرمه عاقله ما شاء الله عليج واستويتي كبيره تفهمين الامور بقولج شيء عن ناصر بس هذا سر واباج تساعديني عليه ؟ اتفقنا
فاطمه: اتفقنا
انا: ناصر طيب وايد بس تعرف على ناس خربوه وناصر الحينه موجود عند الدولة تعالجه
فاطمه: يااااااااااويلي مسجون؟؟؟
انا: لالالا مستشفى او تقدرين تقولين عيادة نفسيه يعالجونه عن الافكار اللي فيه
فاطمه: يعني هب في البحر نفس ماتقول؟؟
انا: اهاااا انا هنيه اباج تساعديني , لا هب في البحر وانا ناوي باجر اخبر الشواب بس ابغي دعم منج
فاطمه: تصيح
انا: اووف من اولها تصيحين عيل منوه بيساعدني؟ انتي تعرفين انا بعيد وايد عن البيت وانتي اللي قاعده عند الشواب
فاطمه: بس هذا اخوي ( تصيح)
انا: يا فطومي ياحبيبتي ترى اخويه نفس ماهو اخوج بس شوه نسوي ترضين على دينج ودولتج ؟؟ 
فاطمه: بس هب معقولة ناصر بيخرب ديني ودولتي 
انا: حبه حبه تمتلي الدبه مثل مايقولون ناصر وناصر+ يستون ناصرين , هذيلا يجندون الشباب والله يعلم كم واحد مجندين
فاطمه: حسبي الله عليهم حسبي الله عليهم
انا: حسبي الله عليهم ,, بس ان شاء الله خير
فاطمه: الحين ناصر متى بيرجع 
انا : قريب لا تخافين

 

 

أنا ؛ فاطمه لإزم تهدين عشان أكمل كلامي معأج 

فاطمه : معاك أنا أسمعك ، 

أنا : أول شيء هالدموع مــ ( تقاطعنا أمي وهي تذكر فطووووووم فطووووووم ) 

فاطمه : نعم إمممي أنا هنيه عند عمر 

أنا: مسحي دموعج بسرعه وروحي عند الكبت أونج تعدلين الأغراض 

فاطمه : زين .. 



لا أريد أمي مشاهدة وجه فاطمة وآثار البكاء في عيونها فأمي تعلم جيدا بأن فاطمة لا تأتي الى غرفتي إلا لأمرين لا ثالث لهم، أما للتنظيف أو تيقضني للصلاة أو للعمل أو لأي أمر آخر ، ولكن لم تعتاد والدتي مشاهدتها معي بمفردنا تشكوا لي أمرا أو تحدثني عن شيء ما ، فكيف إن رأت دموعها أو تعابير وجهها !! 



أمي : ها عيالي شوه تسوون 

أنا: ماشيء ، فطوم يزاه الله خير ترتب الكبت وأنا كنت اقرأ قران وعلى وشك اني أرقد 

أمي : فطوم عطيتي إبوج الدواء 

فاطمه : هيه أمي ( بدون ماتدير وجهها صوب أمي ) 

أمي: بنتي الليله شيء فيها أكلمها وما تصد صوبي !! فطوم شوه فيج !! 

فاطمه : ماشي أمي عادي مافيني شيء 



تقول فاطمه أختي :- 

يا أمي النار بجوفي شبت …. من حر مافي جوفي أصيح

مشكله بيننا يا أمي حلت. …. ناصر يبغي النظام يطيح 

أفكاره عن المحسموح تعدت …. ماعاد ينتصح ولا عاد نصيح 



فاطمة : أخوي خلصت الكبت شيء أسوي لك بعد 

أنا: لا ختيه مشكوره الله يسلمج .. 

أمي: والله يعيالي حاسه بشيء بس الله يعين 

أنا: تعوذي منى بليس 



ذهبت والدتي وقبلها ذهبت أختي فاطمه بخطوات مكسوره وبنفسا محزونه ؤنظرات تحاول إن تقول لي لا تترك ناصر ! 

وقرأت في عيناي والدتي شيء غريب وكأنها تعلم بناصر ولكن تنتظر الفرصه التي تسمح لها لتخرج ما بداخلها .. 



وياربأه مالذي بداخلها!! جميعكم تعلمون مأتخزنه الأم لأبناءها وتخرجه إن فقدتهم أو ذهبوا بعيدا عنها ! 



الآن أحسست بثقل على صدري ، لست سعيدا بهذه الخطوة رغم اني متأكد بأن معالجة الأفكار من البداية حل فعال ، فالأفكار الشاذه والعدائيه كالادمان على المخدرات ! وأنا لم يتبقى لي سوا العلاج لناصر قبل الكي ! 



في صباح اليوم التالي ، ذهبت الى مقر اعتقال آخي مبكرا ، كي اتطمئن على حالته الصحيه والنفسية دون إن يعلم ، وهناك كان أحد زملائي في انتظار أمر نقله الى مقر آخر لمباشرة التحقيقات فجلست معه لأساله عن أحوال ناصر ، فطمئنني عن أحواله ولكن لم يتقابل معه الى الآن، فاوصيته خيرا :-



أنا: هاله هاله في أخوي يا محمد 

محمد: آفااا عليك آخوك هو أخوي 

أنا: هذه العشم 

محمد: بس عطني معلومات عن شخصيته على السريع 

أنا: طيب بس غير متعاون ، بالإضافة أنه أفكاره متشبعه 

محمد: هههههه كلهم غير متعاونين وكلهم أفكارهم متشبعه 

أنا أبغي أعرف عن شخصيته هل عدائي ، أنطوائي !! 

أنا : لالا بالعكس غير انطوائي وعلى قولته لأيخشئ في الحق لومة لائم ههههه 

محمد: هههه كلهم نفس الشيء يقولون .. عموما ( أزهله ) عندي حيته بوصله إن شاءالله وبشرف على تحقيقه بنفسي ، 

أنا: ماعليه اتصلبي من توصولونه هناك ، أنا إلحينه بروح بقعد مع الوالد والوالده بهديهم شوي وانتظر مكالمتك . 

محمد: تؤكل على الله 

أنا: في حفظ الله .. 

محمد: فمان الله 



عدت الى المنزل وأنا مثقل بالهموم ، فلا أعلم ماذا أقول ، ولكن ساقول ! الآن وقت القول وليس السكوت ، وقت الحق وليس العواطف ، كل أمل بأن يتفهم والدي الوضع وتتفهم والدتي الموضوع وتعدي المرحله على خير . 



وصلت للمنزل وكالعادة هناك والدي يجلس بلابس المنزل وواضع ( الراديو) يجواره ، ووالدتي في كل يوم صباح تشرف على أعمال المنزل ماعدا اليوم ! رايتها حزينه جالسه يجاور والدي تتحدث عن ثكول ثكلت ابنها في رحلة بحريه فقاطعتهم :- 



انا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



( قبلت رأس والدي وثم والدتي وجلست بجوار والدتي) 



أبوي: عليك السلام حي الله 

أمي: مرحبا أبوي عليك السلام 

أنا: شوه أصبحتوا 

أمي: وشوه الصبح بلا ناصر يا والدي 

أبوي: لا إله إلا الله عنبوه تفاولي خير على الولد من أصبحتي وأنتي تفاولين بالشر عوذبلله !

أنا: ههههه أمي بلأج فديتج شوه مستوي عليج 

أبوي : مادريبها 

أمي: قلبي مأكلني على ناصر أحس شيء فيه 



كادت دمعتي تسقط ! تمالكت عواطفي وقواي حتى لا تخور أمامهم وأنا الذي أبحث عن مصدر قوة تجعلني طليق اللسان فصيح الكلمات ، قوي العزيمة . 



أنا: أمي عيني خير فديتج وأخوي بخير مرمسنه الصبح 

أمي: صدق !؟ عيل سويت له الفير تلفونه مغلق 

أنا: هيه أمي 

أمي: إلحينه بتصلبه 

أنا: مغلق بتلقينه مفصي كلمني من تلفون ربيعه حتى أنا ماعرفت الرقم 

أمي: دق له أنزين 

أنا: ( أغير السالفه ) وين فطوم 

أمي: دق لخوك 

أنا: ماعليه أنزين توني مرمسنه أرد أكلمه بعد ! 

أمي: أنا أبى أكلمه !! 

أنا: أمي تحيدين ناصر يتلوم ويستحي يرمس من تلفونات الشباب 



( صاح تلفوني ) 



أنا: الو 

محمد: هلا عمر 

أنا: أهلين 

محمد: آخوك توه راكب السيارة اللي جدامي ومتحركين بوظبي إن شاءالله 

أنا: عساكم على القوة 

محمد : الله يقويك 

أنا: خلاص عيل بيكم أنا عقب شويه إن شاءالله بطلع وبلحقكم 

محمد: تؤكل على الله 



( بندت التلفون) 



أبوي: منؤه تكلم 

أنا: ربيعي في الدوام 

أبوي: يبونك 

أنا: هيه 

أبوي: هههه سبحان الله من شوي كنت أقول لأمك غريب عمر من يومين عندنا أجازه 

أنا: هههههه يعني إنته اللي حسدتني 

أبوي: الله يقويك يأرب ، العمل عبادة ودولتنا تستأهل الأخلاص 

أنا: هيه الحمدلله على كل حال 

أمي: بس عاد هب هالكثر مانشوف عيالنا عنبوه محد غيرك ! 

أنا: حد أمي بس دولتنا هب صغيره محتاجين شغل 

أمي: الله يقويك 

أنا: ويقويج ياربي ويطول عمرج 

أنا: أبوي تذكر يوم كان الشيخ زايد الله يرحمه يبئ يتنحى عن رئاسة الدولة !؟ 

أبوي: هيه أذكر في السبعينات هالكلام 

أنا: شوه كان موقفكم موقف الناس بشكل عام 

أبوي: رفضنا وزعلنا ولا طعنا 

أمي: متى !؟؟ ماذكر 

أنا: كيف ماتذكرين يوم اشتلت العرب بسبب هذه القرار 

أمي: هيه صح صح 

أمي: الله يرحمه ويغفرله 

أنا: شوه كان موقفج أمي 

أمي: زعلت وماطعنا 

أنا: تتوقعون لو الشيخ خليفه يقرر أنه يتنحى عن الرئاسة بتزعلون !؟ 

أبوي: بسم الله عليه لا مابنطيع 

أمي: حشئ والله مانطيع كله ولا بو سلطان 

أنا: ليش عادي فيه ناس يبون يمسكون الحكم 

أمي: يخسون نحن مايحكمنا غير ال نهيان 

أبوي: هههه منؤه هذه مقطوع النصيب اللي يبئ يحكمنا 

أنا: وأيدين لو يحصلون مجال بيحكون 

أبوي: يعل عين يأكلها الدوم ولا إشوف هاليوم 

أمي: الله يطول عمرك يابوناصر 

أبوي: صدق ما ظن حد فينا بيعيش هالعيشيه 

أنا: بس أبوي فيه ناس يطالبون بالحريات والديمقراطية 

أمي: عمر هذيلا ميانين يشوفون التلفزيون وسون نفسهم 

أنا: هههه أنزين صدق نحن نبئ حريه 

أبوي: ياعمر هذيلا اللي في التلفزيون هب عايشين عندنا لو عايشين عندنا وشايفين حريتنا وخيرنا مابيطلبون ، بس اللي هنيه يطلبون ليش ! 

أنا: هو صدق الإمارات اللي يطلع منها ويشوف غيرها يعرف قدرها 

أمي: محد يا عمر يفكر يحكم الإمارات دام شيوخها عليه 

أنا: تبين الصدق أنا أبى احكم الدولة حتى لو أسوي انقلاب 

أمي: تهبي بروغك من البيت 

أبوي: هههه ومنوه بيتبعك نحن أول ناس بندفنك 

أنا: هههه مابيكم البيت بسوي لي قصر وبعيش فيه 

أمي: والله لاذبحك وأسل رأسك للشيخ خليفه 

أنا: خيبه هالكثر 

أمي: هيه وأكثر 

أنا: لو ناصر يبئ يسويها 

أمي: حتى لو ناصر بذبحه وبتبرئ منه 

أنا: لالالا هب صدق بتساعدينه أعرفج 

أمي: والله مأساعده بشتكي عليه 

أنا: خيئيبه بيسجنونه إذا اشتكيتي 

أمي: أحسن ولا يضر الدولة ويضر نفسه 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *