التحالف الإسلامي.. بداية نهاية الإرهاب

صحيفة 24 الاماراتية

 

 


بعد صبر طويل وتفكير عميق، قررت المملكة العربية السعودية تأسيس تحالف إسلامي ضد الإرهاب. المملكة هي من أكثر البلدان التي تأذت من هذا الشر المطلق، ورأت بأم عينها كيف يتفنن هؤلاء في تأسيس بذرة الحقد وتحويله إلى إرهاب، ثم تصديره إلى المناطق الآمنة في الداخل والخارج، فقررت الوقوف بحزم يشبه حزم اليمن الذي أتى بعاصفة عصفت بالإرهاب الحوثي وحليفه المخلوع.

الإرهاب، سواء داخل الدولة أو خارجها، كالمطحنة، يدور ليفتك بكل شيء. ولهذا، وبالتجربة، لا فائز في مواجهة هذا الحقد الأعمى بالعقل والنصح. جميعنا شاهد كيف مدت حكومات يدها إلى هذه الجماعات ومنحت من العفو والصبر الكثير، ومع ذلك تراها تنكث عهودها وتعود لمزاولة شرها وإرهابها، وأول ما تقوم به بعد العطف والعفو هو عضّ اليد التي مدت إليها، حتى أصبحنا ندعو الله عندما تمد الحكومات يدها إلى هذه الجماعات أن ترجع إليها سالمة من البتر أو السرقة، لعدم ثقتنا بمن نمد لهم أيدينا، ما يعني في حالة التحالف الإسلامي، أنه لن يكون عسكرياً فقط، بل استخباراتياً واجتماعياً وثقافياً لإنهاء هذه الجماعات الإرهابية التي اعتنقت ديانة البارود وغلفتها بغلاف أنيق وهو غلاف الدين الحنيف.

يتساءل البعض عن دول التحالف وأهميتها في ما خص انضمامها إلى منظومة المواجهة مع التطرف. وربما ظن السائل بأن المواجهة ستكون عسكرية فقط، إذ أن جمهورية كجمهورية الصومال على سبيل المثال يشكل فيها الإرهاب نسبة تفوق نسبة الآمنين والأمنيين فنجد بين الميليشيا والميليشيا ميليشيا ثالثة! بل إن أرض الصومال لو زرعنا مسدساً فيها لنبت في اليوم الثاني أكثر من مسدس لشدة خصوبة أرضها. من هذه الزاوية لا تفيدنا الصومال كما يراها البعض ولكن من الزاوية القيادية والتي تتمتع بها قيادة التحالف، وجدت بأن مثل هذه الدولة محطة عبور للإرهاب وإنتاجه، والعمل على أرض حاضنة كهذه وإعادة ترتيبها قد ينفع أكثر من المتوقع! وقس على ذلك المالديف وبنغلادش وغيرها من الدول التي تظن بأنها لا تفيد هذا التحالف.

وما سيجري في الصومال يجب أن يتابع من قبل التحالف، فالعقول والأهواء الداعشية لا تتواجد في الصومال دون غيرها، لكن الفارق أن زمام الأمن في الصومال غير ممسوك، وبالتالي يخرج الإرهابي ليقول لنا دون استحياء أنا إرهابي, في المقابل، نظيره العربي أو الخليجي قد لا يستطيع القول والاعتراف بهكذا وقاحة، خوفاً من سيف القانون ولكنه، يبقى إرهابياً كالصومالي وربما الخليجي أثقل وزناً وحجماً!

لذلك يجب أن يكون التحالف لنا وليس علينا، ويجب أن لا يمر عام ٢٠١٦ إلا وقمنا بالفعل بدحر ولو جزء بسيط من الإرهاب، وأضعف الإيمان أننا عرفنا الآن أين يتجول "جحش الإرهاب"، ولو قمنا بنتف لحيته فقط فسيكون هذا كافياً للتحالف، وستكون بداية إنهاء هذه الظاهرة الغريبة عنا وعن ديننا، والتي عاجلاً أم آجلاً ستنتهي على أيدٍ عربية، ونقطة الضوء ظهرت من الرياض، وستتسع. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *